وفي الدورة ال 53 لمجلس حقوق الإنسان اليوم الاربعاء 5 تموز/يوليو ، و في اشارة الى الأحداث الأخيرة في فرنسا صرح امين لجنة حقوق الانسان ونائب رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية في إيران "كاظم غريب ابادي" بأنه يجب أن نكون صوت أولئك الذين لا تسمع أصواتهم من قبل الآليات الدولية لحقوق الإنسان لافتا الى استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين واعتقالات تعسفية واسعة النطاق وقيود واسعة على الإنترنت والشبكات الاجتماعية في الاحداث الاخيرة التي تشهدها فرنسا.
الشرطة الفرنسية تناشد شرطة الكيان الصهيوني القاتل للاطفال لقمع المظاهرات
وصرح غريب ابادي بأن آباء المراهقين تعرضوا للتهديد بالسجن لمدة عامين أو تغريمهم 30 ألف يورو إذا حضر ابنائهم في المظاهرات والتجمعات الاخيرة في فرنسا هذا مع العلم بأن هذا البلد لم يواجه تدخلا أجنبيا ولم يحرض الإعلام الناس على الظهور في الشوارع فالناس ليس لديهم أسلحة بأيديهم ولا يبحثون عن التخريب، الا ان الشرطة الفرنسية تناشد شرطة الكيان الصهيوني القاتل للاطفال لقمع المظاهرات.
كما اكد غريب ابادي على ضرورة عقد اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان اليوم لاستعراض الوضع في فرنسا ، معربا عن أسفه للتصرف المزدوج والمنافق الذي ساد آليات حقوق الإنسان وتعمد التزام الصمت من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان .
أمثلة على انتهاك حقوق المرأة في الدول الغربية
ومذكرا بالسلوك المزدوج للدول الغربية في مواجهة حقوق الانسان، اشار غريب ابادي الى عدم نسيان أنه في تشرين الثاني /نوفمبر 2022 عقدت عدة دول غربية اجتماعا طارئا للمجلس وأنشأت ما يسمى بلجنة تقصي الحقائق بحجة انتهاك حقوق النساء والأطفال خلال أعمال الشغب في إيران الخريف الماضي لعام 2022 متسائلا حول ما إذا كانت هذه الدول تهتم حقا بالنساء والأطفال.
واستطرد غريب ابادي حديثه مشيرا الى بعض الأمثلة على انتهاكات حقوق المرأة في الدول الغربية وما يسمى بالمدافعين عن حقوق الإنسان موضحا بأن دراسة ألمانية اظهرت أن هناك محاولة واحدة كل يوم في المتوسط في ألمانيا لقتل شريكة الحياة الحالية او السابقة على يد شريكها، وانه في كل ساعة تتعرض 15 امرأة للعنف المنزلي أو العنف الجنسي، وتتعرض واحدة من كل ثلاث نساء للعنف الجسدي أو الجنسي من سن 15 عاماً و تبلغ فجوة الأجور بين الجنسين في ألمانيا 18 في المائة كما تشكل النساء غالبية الأشخاص الذين يعانون من الفقر في سن الشيخوخة.
واضاف غريب ابادي في سياق الامثلة على انتهاك حقوق المرأة بأن في أمريكا تقتل 1800 امرأة كل عام ، وكل 98 ثانية تتعرض امرأة للاعتداء الجنسي ، وكل 8 دقائق يكون أحد الضحايا من الاطفال ، علاوة على ذلك فإن ثلث السجينات في العالم أي أكثر من 200 ألف سجينة موجودات في أمريكا.كما أكثر من 70٪ من النساء تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي وان 77٪ من الرجال تعرضوا للتعنيف ويشكل الافارقة اي العرق الاسود 64٪ منهم.
واما عن الوضع في بريطانيا ، فقد اشار غريب ابادي الى ان أكثر من 130 امرأة تقتل سنويا ويتم اغتصاب 35 ألف امرأة بينما تواجه 433 ألف امرأة العنف الجنسي سنويا. بالاضافة الى ذلك ،يتم ارتكاب 1.6 مليون عمل عنف ضد الفتيات والنساء كل عام بحيث اشارت دراسة لعام 2022 الى ان أكثر من 5583 امرأة تنتحرن بسبب مشاكل الديون والإسكان وارتفاع تكاليف المعيشة.
وكذلك الامر في فرنسا ليس افضل من باقي الدول ، بحيث أضاف غريب عبادي بأنه أكثر من 110 امرأة تقتل كل عام و يتم تسجيل أكثر من200 الف حالة عنف منزلي سنويا بحيث تشكل النساء 87٪ من الضحايا ،كما تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء للعنف وواحدة من كل خمس نساء تتعرض للتحرش الجنسي في العمل.
تطبيق العقوبات غير القانونية على الشعب الإيراني جريمة ضد الإنسانية
وقد عرض غريب ابادي لمحة عامة عن الجرائم التي ترتكبها هذه الدول بحق الشعب الإيراني بما في ذلك النساء والأطفال الإيرانيين ، والتي من خلال مساعدة 85 شركة ألمانية و 19 شركة فرنسية و 18 شركة بريطانية و 18 شركة أمريكية ، بالإضافة إلى شركات من هولندا و الى اخره لتجهيز نظام صدام البائد بأسلحة الدمار الشامل الكيماوية التي أدت إلى استشهاد 13 ألفا وتسمم أكثر من 100 ألف إيراني بريء.
وتابع واصفا الإجراءات وتنفيذ العقوبات الأحادية غير القانونية والقاسية من جانب هذه الدول ضد الشعب الإيراني والتي تسببت في الألم والمعاناة للنساء والأطفال بأنها جريمة ضد الإنسانية.
هل استطاع مجلس حقوق الإنسان معالجة محنة النساء والأطفال في البلدان التي تطالب بحقوق الإنسان؟
ومشككا في اداء مجلس حقوق الانسان ومخاطبا الحضور في هذا الاجتماع والمنظمات غير الحكومية ، تابع غريب ابادي متسائلا عما اذا كان لهذه الدول سلطة المطالبة بحقوق الإنسان والتحدث عن حقوق النساء والأطفال في إيران الذين هم انفسهم ضحايا جرائم هذه الدول ، وعما اذا استطاع مجلس حقوق الإنسان معالجة محنة النساء والأطفال في هذه الدول؟
كما صرح غريب ابادي انه خلال العام الحالي تُعقد العديد من التجمعات في إيران حتى بدون إذن وتُحظى بدعم قوات حفظ الامن والقانون، لكن الوضع الذي واجهته إيران في خريف العام الماضي لم يكن بسيطا ولم يكن فقط مجرد تجمعات سلمية.
وبناء على ذلك فقد اشار غريب ابادي الى ان أجهزة مخابرات من 20 دولة أجنبية قد شاركت في إثارة الشغب في احداث الخريف الماضي في ايران بحيث دخل إرهابيون إلى مكان التجمعات وتم توقيف ما يقرب من 100 شخص ينتمون إلى الجماعات الإرهابية.
وفي هذا السياق أوضح غريب ابادي بأنه تم اكتشاف أكثر من 8300 سلاح حرب وسلاح للمتمردين خلال أعمال الشغب الاخيرة بحيث استشهد أكثر من 20 شخصا من المواطنين وقوات حفظ الامن والقانون في ثلاثة أيام فقط في تشرين الثاني /نوفمبر2022 على ايدي هؤلاء الارهابيين المسلحين. علاوة على ذلك و خلال ثلاثة أشهر من الاضطرابات فقد استشهد أكثر من 75 وأصيب أكثر من 7000 شخصا من قوات حفظ الامن والقانون على ايدي مثيري الشغب ، كما دمر مثيري الشغب أكثر من 2100 مكان وممتلكات ومعدات عامة وخاصة بقيمة 20 ألف مليار ريال.
صممت اعمال الشغب الاخيرة في ايران بالكامل في غرفة التفكير في الدول الغربية
وأشار غريب ابادي إلى ان التخطيط الشامل للاضطرابات واعمال الشغب الاخيرة في ايران تم تصميمه بالكامل في غرفة التفكير في الدول الغربية وتم تنفيذه بدعم مالي وسلاحي وإعلامي واسع النطاق لأجهزة الأمن الغربية.
وفي اشارة الى انه تماشيا مع مشروع القتل الغربي، ذكر غريب ابادي بأن تدخل الأجانب وتحريض وسائل الإعلام المعادية لإيران ودخول الإرهابيين وأسلحة الحرب إلى التجمعات حول المشهد إلى أعمال شغب واسعة النطاق راح ضحيتها العديد من الابرياء.
وتابع غريب ابادي مشيرا الى استخدام العدو لمنصات الفضاء الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي لتكثيف الاضطرابات واثارة الشغب ،موضحا بأن منصة إنستغرام( Instagram )قام بتعليم كيفية صنع القنابل الدخانية وزجاجات المولوتوف والإعلان عن بيع أنواع مختلفة من الأسلحة النارية وإعطاء قدرتها للجماعات الإرهابية والعنيفة.
وكما ذكّر غريب ابادي بأن منصة انستغرام رفضت إزالة 3 ملايين مشاركة تتعلق ببيع أسلحة عسكرية بناءً على طلب رسمي إيراني بينما قامت هذه المنصة بإغلاق ملايين الصفحات والمشاركات التي تحتوي على اسم أو صورة الشهيد الحاج قاسم سليماني الذي اغتيل على يد النظام الأمريكي بحجة الترويج للعنف.
وتابع موضحا بأن شبكة التواصل الاجتماعي تويتر ( Twitter ) قد أنشأت أكثر من 50 الف مستخدم جديد يتحدثون الفارسية بهويات مزيفة في الشهر الأول من الاضطرابات من أجل العمل ضد إيران.
وصرح غريب ابادي بأن الامر لم يتوقف فقط على شبكات التواصل الاجتماعي بل امتد الى مشاركة من ناحية أخرى بحيث قامت القنوات التلفزيونية المعادية لإيران الناطقة بالفارسية ومقرها لندن ، مثل إيران انترناشونال، بي بي سي بالفارسية ، وشبكة من وتو Manoto ، بالإضافة إلى إعطاء قدراتهم لإرهابيين معروفين لإجراء المقابلات ، فقد خصصوا أيضا جزءا كبيرا من برامجهم للترويج للعنف والجريمة والتعليم على تدمير الممتلكات والأماكن العامة والخاصة وإغلاق الشوارع والتدريب على مهاجمة وضرب الشرطة والتدريب على الإهانات والتهديدات.
انتقاد صمت المدافعين عن حقوق الإنسان في الحادث الإرهابي في ضريح شاهجراغ (ع)
وفي معرض انتقاده صمت المدافعين عن حقوق الإنسان في الحادث الإرهابي في ضريح شاهجراغ (ع)، لفت غريب ابادي الى أن الآليات الدولية لحقوق الإنسان وبعض الدول ووسائل الإعلام التابعة لها دعمت المشاغبين والارهابيين في احداث الشغب ، الا انهم جميعا التزموا الصمت عمدا أمام الحادث الإرهابي في 26 تشرين الاول /اكتوبر 2022 في مكان ديني في مدينة شيراز والذي أسفر عن استشهاد 15 شخصا بينهم عدة نساء وأطفال وإصابة أكثر من 30 شخصا بجروح.
وصرح غريب ابادي انه وفي الوقت نفسه وعلى الرغم من ارتفاع مستوى العنف من قبل المشاغبين لم يتم حظر الإنترنت مطلقا كما أن جميع الرسائل الداخلية والخارجية (باستثناء Instagram و WhatsApp) كانت متاحة للجمهور دون أي قيود.
وفي اشارة الى أن سياسة إيران في التعامل مع أعمال الشغب هي الحد الأدنى من استخدام السلطات القانونية لقوات حفظ الامن و القانون حتى ضد مثيري الشغب، اكد غريب ابادي على ان هذا الامر كان سببا لتعرض الاجهزة الامنية لأكبر قدر من الضرر.
وأشار إلى عفو قائد الثورة الإسلامية في شباط /فبراير من العام الحالي ،مؤكدا على انه وبعد هذا العفو فقد تم الافراج عن المتهمين والمحكومين بمن فيهم المحتجزون بشروط مختلفة باستثناء حفنة منهم ممن ارتكبوا جرائم عنف وقتل.
وصرح غريب ابادي بأنه تم تشكيل لجنة مستقلة ومهنية من قبل رئيس الجمهورية لتحديد ومعالجة جميع الاضرار المادية والحياتية للمواطنين وقوات حفظ الامن و القانون ، وتلقي شكاوى الضحايا والمصابين والتحقيق فيها و في الادعاءات المتعلقة بالتعدي على حقوق الناس في الأحداث المذكورة أعلاه.
كما أكد على أن حماية حقوق الإنسان وتعزيزها هي المسؤولية الحصرية للحكومات واعتبر أن إنشاء آلية لجنة لتقصي الحقائق على الرغم من مسؤولية الجمهورية الإسلامية الايرانية هو عمل سياسي لا طائل من ورائه مشيرا إن البلدان نفسها التي كانت مصدر الاضطرابات في إيران والتي وقعت فيما بعد في ظروف مماثلة بالطبع هي من مؤسسي مثل هذه الآلية.
وفي الختام اكد غريب ابادي أن المؤامرات تستهدف إيران بسبب الدعم الشعبي الواسع للنظام وسرعة السيطرة على الوضع وتهدئة الأجواء، مشيرا الى خيبة أمل الدول التي حاولت على عجل توتير الأجواء الدولية ضد إيران، معربا عن أمله في أن تتجه هذه الدول إلى الواقعية وتصحيح سياساتها وإجراءاتها الخاطئة.
انتهى**ر.م
تعليقك